“قالت الأرض في جذوري آتٍ حنين، وكلّ نبضٍ سؤال، بي جوعٌ إلى الجمال، ومن صدري كان الهوى، وكان الجمال… ما لي اليوم أستفيق، فلا حقلي نضب، ولا تلالي زواهر… لا الخواطر يسمرون مع النجم، ولا الضوء رائع في المحاجر، أين كنز مخبأ، أين أبنائي، فكلّ صوتٍ وكلّ حناجر ربما أنهكتهم ضربه عمياء فاستسلموا لها واستسلموا، ربما أسيؤوا نيّة، سرّت بها أكفّ الأوثان والأوثان ربما… ربما… كان الحروف السود ضجّت في وقعها الآذان، فكان لم يطلع على الأرض ميعاد، ويخلق من صدري الإنسان… قم مع الشمس يا شبابي، وحرك عالمي أفاقي البصيرة، حالم، أنت علمتني الحياة عقيدة، ويقين، ودليلاً ورائد… أنا سويت من عروقي أبنائي وبريتيهم ذرع وجبال يتسالمون، فالطموح مدى حب، ويبدعون في الزمان مثالا.”
أنا سويت من عروقي أطفالي وسويت منهم الأطفال… أي خلق كالسِّحر، كالحلم، كالنصر، كالفتح يفضي البعيد والمجهول… يجمع الكل فيه، فالخالق محفوظ على كبرياءه أكليلا… حملت فجوره بلادي، أبناء حياة غلّابة، وشباب، قلّ لمن يحضن السراب ويبلوه بذراغٍ مطر، بالسراب أشرقا العالم الجديد، وما تشي خلقه، جاهلية الأحقاب. يُسْر الشعب من فعالية الحب قلب الإنسان باب يعيشق، يتغشّى في صدى قلق، همز، وصوت مخنوق، يجثو فيه السؤال: أين يخلق ما شاهده، وأين الطريق؟ كلما هم أن يدور على الغيب تولاه ثقل عقوق، وبات صبح آفاق فيه فقط كتابية، إنارة المستقبل، وإلا اعتبره اندروه، وإن دارت دايرباس والمشاكل تدور، يبدّل غرام الحصاد عن القمح وحقل ينوي وأرض، يردو، وعلى أنه أبنهم، وإن البهيّ تملؤه مراعي، وفصول، وتشرفه الذرى على صحبة الويل، وتشتكو إلى الصخور المحصور…
صرخة… استغاثة أرض… تطلقها عبر خطرات أدونيس الشاعر الإنسان المرتبط بأرضه بجذوره بتاريخ أمته… وتستمر الأرض في إيقاعاتها… ويمضي الشاعر في إسترشاداته التي ما فتئت تفتح أبواباً موصدة… وتشرع نوافذ مغلقة على مساحات من الإنطلاق والتحرر والتحرير… تروم الإنسان، والإنسان المكبل بأغلال الأسر والعبودية التي تقف حاجزاً دون عطائه. وهكذا هو أدونيس في جميع قصائده منجذب إلى الحب… حب الأرض… حب الحرية… وحب الإنسان في جميع
أحواله وأدواره… وفي جميع قصائده الأولى.
| الكاتب | أدونيس | 
|---|---|
| الناشر | دار الاداب | 
| السنة | 1988 | 
| اللغة | العربية | 
| الصفحات | 96 | 
| ISBN | 9789953893181 | 
| Cover | ورقي | 







المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.